December 6, 2022December 8, 2022 ماذا تعرف عن الصفر؟ أضاف بلا توقف: هل تعلم أن الصفر لم يكن مستخدماً عبر تاريخ البشر كله؟ حتى عام 781 للميلاد، عندما تم تجسيده واستخدامه في المعادلات الحسابية لأول مرة من قبل العالم المسلم الخوارزمي مؤسس علم الجبر. أخذت الخوارزميات اسمها منه، وهي معادلات حسابية خوارزمية عليك اتبعها كما هي، وسوف تحصل على النتيجة لا محالة، النتيجة الحتمية. وقبلها عبر عشرات وربما مئات الآلاف من السنين، رفض البشر التعامل مع الصفر. بينما كانت أول إشارةٍ له في الحضارة السومرية، حيث وُجدت نقوشٌ قبل ثلاثة آلاف عام في العراق أشار بها السومريون إلى وجود شيءٍ قبل الواحد رفضوا التعامل معه وتعريفه وإعطاءه أي قيمةٍ أو تأثير، رفضوا اعتباره رقم. جميع هذه الحضارات، بعضها ما زلنا عاجزين عن فك كثيرٍ من شيفراتها، كالحضارة الفرعونية، رفضت التعامل مع الصفر. نراهم أذكياءً كفايةً لبناء الأهرامات بهندستها الإعجازية، وحسابات مدارات النجوم والكواكب بدقةٍ متناهية، ولكنهم أغبياءٌ جداً لعدم تعريف الصفر بطريقة تمكنهم من التعامل معه، واستخدامه في العمليات الحسابية، كم هو غريبٌ هذا حقاً! ولكن في الحقيقة فهم لم يتجاهلوه، بل أعطوه قيمته الحقيقة، ورفضوا بناء حضاراتهم على وهمٍ مجهول غير معلوم، وعلى إطارٍ مرجعيٍ حسابيٍ خاطئ. لقد نظر البشر طوال تاريخهم إلى الصفر على أنه المجهول، رفضوا تعريفه وإدخاله في حساباتهم ومعادلاتهم، ليس لأنه بلا تأثير، بل لأن تأثيره الحقيقي غير معلوم، وبقاؤه مجهولاً أفضل من إعطائه تأثيراً خاطئ. كالإطار المرجعي الخاطئ، إن اعتمدت عليه فستحصل على نتيجةٍ خاطئة لا محالة، وتقع في حتمية الخطأ، وإن تجاهلته تبقى فرصتك بالصواب قائمة. لقد فضل البشر عبر تاريخهم كله تجاهل الصفر، لعدم معرفتهم بتأثيره الحقيقي، بينما نحن بكل بساطة قررنا التعامل معه، بل والاعتماد عليه. فنحن اليوم نبني كل أفكارنا، حضارتنا، برمجياتنا، علوم الرياضات، الفيزياء، كل شيء، على أن 1+0 تساوي واحد، وذلك لحاجتنا لإيجاد تأثيرٍ للصفر حتى تنجح معادلاتنا، وتنجح معها حياتنا، ولكن ماذا لو كان 1+0 تساوي المالانهاية؟ لماذا تجاهلنا الصفر في الجمع، ولم نتجاهله في الضرب؟ 1×0 تساوي صفر، لمَ ليس واحد؟ ما هو السبب؟، أجاب نفسه: لا يوجد سببٌ حتمي، لسنا مجبرين، عاش البشر طوال عصورهم بلا صفر، ولم يعنِ لهم الأمر شيئاً. حتى إننا عندما لم نتمكن من ابتكار أي نتيجة تناسب نظرياتنا لحاصل قسمة الواحد على الصفر، عندها اعترفنا وقلنا مجهول، غير معلوم، وتجاهلناه، ولكننا تجاهلنا معه المنطق القائل بأن ألف دليلٍ لا يثبت أني على صواب، ودليلٌ واحد يثبت أني على خطأ، وعدم عمل جداولنا الرياضية في حالة القسمة، تنسفها كاملة، ومع هذا قررنا المضي قدماً، وبنينا كل شيءٍ على هذا الأساس. لقد فصلنا الجداول الحسابية تفصيلاً على مقاسنا، لتتناسب مع حساباتنا، وبطريقة ما تَفصّل الكون كله من حولنا ليناسب هذه الجداول، على الرغم من الخلل الواضح فيها. ولو قررنا اعتبار أن حاصل ضرب واحد في صفر يساوي واحد بدلاً من صفر، وأعدنا بناء العالم كله بناءً على هذا الأساس، فماذا سيحدث؟ أجاب نفسه: لن يحدث شيء، سوف ننجح كذلك، سيتم إعادة ضبط العالم، برمجياتنا، أفكارنا، تعاملاتنا، وكل شيء من حولنا بناءً على الجداول الحسابية الجديدة. وبعد بضع مئاتٍ من السنين لن يعود بإمكان البشر استيعاب فكرة أن حاصل ضرب واحد في صفر تساوي صفر، بل يجب أن تكون واحداً، والسبب هو أن كل شيءٍ تم بناؤه على هذا الأساس. لقد وقع الخوارزمي في المحظور الذي رفض البشر الوقوع به عبر تاريخهم كله، ليس لغبائهم، ولا لعدم انتباههم إلى وجود رقمٍ هنا له تأثير، بل لأنهم فضلوا عدم التعامل معه نهائياً ما لم يفهموه تماماً، تجاهلوه على أن يبنوا العالم من حولهم على إطارٍ مرجعيٍ خاطئ. لذلك عليك أن تسأل الآن ماذا لو قررنا تغيير الصفر؟ وإعطائه قيمته التي نعلمها يقيناً، وهي المجهول. لا نعرفه، لا نفهمه، وعدم معرفتنا أفضل من بناءِ كل شيءٍ على إطارٍ مرجعي ٍخاطئ حاصل ضرب أي رقم مع صفر تساوي مجهول حاصل جمع أي رقم مع صفر تساوي مجهول حاصل قسمة أي رقم مع صفر تساوي مجهول حاصل طرح أي رقم مع صفر تساوي مجهول هل بدأت تستشعر المصيبة؟! وترى حجم المجهول الذي هو داخل عملياتنا الحسابية وحياتنا كلها، متسللاً لها دون أن نعلم عنه أي شيء! الجلي الواضح، أن الصفر غير قابلٍ ليس للقسمة فقط، بل وللجمع والطرح والضرب، لأنه مجهول، ومهما حاولنا ترقيع الجداول لتناسب الحسابات، تبقى القسمة تكسر ظهرنا، وتقول لنا، أنتم على خطأ. ورغم هذا كله تبقى أقوى قوانا، بطاقتنا الرابحة التي لم تخذلنا يوما، هي قوة التأقلم الإبداعي. فنحن لسنا كالفايروسات، نحل في بيئة نستنزفها ثم ننتقل لغيرها، ولسنا كالحيوانات، ننزل في بيئة ونتأقلم معها ونكيف أنفسنا حسب مقدراتها، بل نتأقلم ونبدع ونحولها من حولنا، وإن لزم الأمر نقلبها رأساً على عقب، نغيرها. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes ما الحقيقة، إلا كذبة مقنعة December 6, 2022December 8, 2022 ما الحقيقة، إلا كذبة مقنعة شعاره الذي عمل به دائماً، لا معنى لها في هذه… Read More
Arabic Random Quotes ويبقى السؤال الشائك، من كتبها؟ December 6, 2022December 8, 2022 ويبقى السؤال الشائك، من كتبها؟ بكل صدق لا أعلم، كل ما أتذكره كان قراري بكتابة… Read More
Arabic Random Quotes في المساء، لعق الخمر عن جسدها June 17, 2023June 17, 2023 في صباح اليوم انتهت جلسته النفسية، آخر مرحلة من سلسلة اختبارات القبول في المقر ألفا.وغداً… Read More