December 9, 2022December 10, 2022 التخاطر الفكري والتقمص العاطفي -هل تعلم ما هو الفرق بين التخاطر الفكري والتقمص العاطفي؟ -نعم، التخاطر هو قراءة الأفكار، والتقمص هو قراءة المشاعر والأحاسيس. -صحيح، هل خطر لك من قبل أن هناك من يتخاطر معك فكرياً دون إرادتك؟ -بعض الأشخاص لديهم هذه الموهبة، أو هكذا يدعون. بيبرس: ليست موهبة، بل معرفة، فالفراسة لم تكن يوماً موهبة، بل خبرة، فكثيرو التنقل والترحال، الاجتماعيون، الذين لديهم نهم للمعلومات، والتفاصيل، هم أصحاب الفراسة، يكتسبونها نتيجة خبراتهم، تجاربهم، كلها تخزن في عقلهم الباطن، وهذا الأخير يعطيهم النتائج على شكلِ أحاسيسٍ مؤكدة، نسميها بالفراسة، أو الموهبة. وبشكل أساسي، فهي تعتمد على البيانات، فلم نسمع ولم نعرف عن صاحب فراسة، كسب موهبته هذه وهو جالسٌ في بيته، بل تميز بها كثيرو السفر والترحال. وكلما كان لديك كم أكبر من البيانات، فأنت قادرٌ على التخاطر مع الهدف، بدقةٍ أكبر، وفي وقتنا هذا فالتخاطر يتم في كل لحظة. مع الثورة التقنية وتطور وتنوع وسائل جمع المعلومات، بطرقٍ عدة ليست مواقع التواصل الاجتماعي أولها ولن تكون آخرها، ومع تطور أجهزة الحاسوب، وقدرتها على معالجة كمياتٍ هائلة من البيانات، وفي وقتٍ مقبولٍ نسبياً، ومع تطور برمجيات الذكاء الاصطناعي، وبرمجيات التعلم الذاتي، فقد أصبحت خصوصيتنا مُنتهكة من العديد من الجهات حول العالم، وليس فقط الأجهزة الاستخباراتية، بل حتى مراكز الدراسات والبحوث، ومؤسسات صُنع القرار. كلها تجمع عدداً مهولاً من البيانات يومياً، ولكل فردٍ في هذا العالم نصيبٌ منها. وهذه البرمجيات، والحاسبات، ستقف لا حول ولا قوة لها، إن جردتها من قاعدةِ بياناتها، التي لا بد من تحديثها باستمرار. أصبح التخاطر متاحاً، وسهلاً، وممكناً، كما لم يكن من قبل، صارت الفراسة إلكترونية بالمعنى الحرفي للكلمة. إلا أن أحاسيسنا، ومشاعرنا، تبقى حصننا المنيع. فلو قررت أن تجعل من حياتك الإلكترونية كلها قصةً مختلقة، تخالف حقيقة ما تشعر به، مثل أن تُعبر عن الفرح حين تشعر بالحزن، سوف تتوقع عنك هذه البرمجيات خلافَ ما تشعر به حقيقةً، سوف تفشل، وكلما كنت ماكراً، مخادعاً في تقمص الحالات، تمكنت من خدعها أكثر، فهي تقف عاجزة تماماً أمام معرفة حقيقة مشاعرك التي لا يعرفها أحدٌ غيرك، كل المطلوب منك هو أن تعبر خلاف ما تشعر به. لقد تم برمجة عشوائية البشر، تلقائيتهم، تلك التي يظنون أنها قراراتهم الحُرة، من قِبل حزمةٍ من العوامل المحيطة بهم، والتي فُرضت عليهم، ومنها المجتمع، البيئة، الظروف، والتربية والتعليم، والتحدي هو أن تتصرف بصورة لا تلقائية ولا عشوائية، وهنا يكمن المعنى الحقيقي للإرادة الحرة. هل يمكنك تخيل ذلك؟ تلقائيتك مبرمجة سلفاً، وقراراتك العشوائية التي تظن أنها منتهى الحُرية، في الحقيقة ليست حرة، وإلى حين تكون قادراً على تخيل هذا والإيمان به فإنك سوف تبقى عبداً للنظام. لتكن حراً عليك أولاً التغلب عليها، عليك التمرد على ما تظن أنها ذاتك الحُرة. صمت للحظة، أخذ نفساً من سيجارته، فما هو على وشك قوله الآن، كاد يصيبه بالجنون الحتمي، قبل بضع سنوات….. -ولكن، هل خطر لك يا روبرت، أن هناك من يمكنه معرفة حقيقة مشاعرك مهما حاولت تزييفها؟! بل ومعرفتها حتى قبل أن تشعر بها أنت؟! لحظة صمت طويلة …. لم يفاجئه ما سمع، لقد فكر به من قبل، هل يمكن توقع مشاعر البشر الخاصة كما الطقس؟! روبرت: نظرية الفوضى، أنت بحاجةٍ لمعرفة جميع الأحداث الكونية، ولشيء يمكنه تحليلها وتوقعها بناءً على تراتبية حدوثها، عدد الأحداث الكونية مرفوعة لقوة عددها، عددٍ مهولٍ من الاحتمالات، نحن لا نعرفها فضلاً عن توقع ما سوف تغدو عليه حسب ترتيب حدوثها، وهذا كله على فرض أن المشاعر البشرية هي كالجاذبية في هذا الكون، مادة يمكن دراستها، وإخضاعها للقوانين، عندها بالتأكيد سوف نتمكن من معرفتها قبل حدوثها، وكأنها حدثت بالفعل. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري December 6, 2022December 8, 2022 كالراعي والأغنام، مبدأها بسيط، إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري، وبالحديث عن أوزجان، فهو أكثر من… Read More
Arabic Random Quotes إبن الفراغ December 6, 2022December 8, 2022 بين الأشجار الشاهقة جلس تائهاً، مكسوراً، وحيداً من جديد، بين عدد من المهاجرين الغير شرعيين،… Read More
Arabic Random Quotes حتمية الصدفة December 7, 2022December 8, 2022 -ليس خطاً مستقيماً، قال الشيخ رسلان بصوت مرتفع وسط ضجيج فتح الأقفال الحديدة. هل سبق… Read More