March 16, 2023March 16, 2023 الفصل الثامن. مفاجئة غير متوقعة استشاط الرائد باسل غضباً، يصرخ عبر جهاز اللاسلكي، ويشتم فريق الاعتقال: كيف هرب منكم؟ تباً يا لكم من أغبياء. -سيدي موقع الزريبة مثالي، لم نتمكن من اللحاق …. قاطعه: أين أمه؟ -هنا سيدي، هل نعتقلها؟ -لا، دعوها، واطلبوا منها مراجعة الفرع غداً صباحاً، وحذروها، إن لم تأتي فستكون العواقب وخيمة -والبقرة سيدي؟ -ما بها؟ -طلبت منا اعتقالها لحظةُ صمتٍ طويلة، لا يوجد أي رد -سيدي أجب -ماذا؟ -البقرة يا سيدي -راقبوها جيداً، علها تدلنا على مكان اختبائه وضع جهاز اللاسلكي جانباً، احتسى كأس الخمر بين يديه، نظر الى المرأة بجواره على السرير، عاريةً تحت الغطاء، قهقهة ضحكةٍ اهتزت لها جدران المنزل: تباً لهم، لقد صدقوني عندما قلت لهم اعتقلوا البقرة، وأقسم الآن أنهم سوف يراقبونها طوال الليل. ضحكةٌ جديدة أعلى من التي سبقتها.. المرأة: يا عزيزي، لو قلت لهم اعتقلوا كل الخراف والنعاج في القرية لفعلوا، فمن ذا الذي يجرؤ على مجادلتك أو مخالفةِ أمرٍ صادرٌ منك. ليس غريباً أن تَطلع هذه المرأة على عملية الاعتقال بتفاصيلها وأسبابها، ففي سوريا، كما هو الحال في كثير من الدول العربية، فإن أسرار الدولة كلها، تجدها عند المسؤولين وأصحاب القرار، والعاهرات. وعلى الرغم من أنه لم يُنظر لوليد على أنه خطر حقيقي على أمن الدولة، فما هو إلا فتىً حاقد وكاره للنظام، يتحدث لبقرة، ما الخطر منه؟! إلا أنه أُصدر الأمر باعتقاله. ففي دولة الدكتاتور، لا بد من استئصال هذا المرض من المجتمع، فاليوم يتحدث للبقرة، غداً للثور، وبعده الله وحده يعلم لمن سوف يتحدث فربما تتوسط ألفٌ وسط الثور فتستأصلهم هم. في صباح اليوم التالي بقيت الأم تنتظر حتى الساعة الواحدة بعد الظهر على باب فرع المخابرات الجوية في مدينة اللاذقية، دون التصريح لها بالدخول وعبور البوابات الأمنية. اتصالات حثيثة بين حراس الباب ومكاتب التحقيق بشأنها، ثم جاء القرار، اطلبوا منها العودة إلى منزلها، فلا حاجةً لنا بها، وذكروها إن كانت قد نسيت، فهذه مكرمة ثانية من القائد المناضل حفظه الله. في الداخل، اجتماع لكبار الضباط منعقدٌ منذ ساعات الصباح الباكر، وبعض المختصين النفسيين، الذين جاءوا خصيصاً لهذا الاجتماع. من المفترض ألا يلاقي الرائد أي لومٍ على إصداره أمر الاعتقال، ففي سوريا يعتقلون الناس كل يوم، بلا أدلة، ولا محاكمات، وأحياناً بلا سبب، ولكن لسوء حظه، كان أمرُ الاعتقال هذا مختلفاً عن مئات الأوامر التي أصدرها سابقاً. والمهمة الموكلة له الآن واضحة، أصلح ما أفسدته.. يجب أن يعود الفتى إلى منزله، سالماً في بدنه، معافىً في قرارة نفسه، دون أن يصيبه أي مكروه. اذهب إلى القرية، ابحث عنه بنفسك، وأعده سالماً إلى حضن أمه، وبلا ضوضاء وكأن شيئاً لم يحدث! وكون الرائد من قرية القرداحة العلوية، مسقط رأس الدكتاتور، فإنه يملك من الصلاحيات ما يكفي لأن يتجرأ ويسأل عن السبب، خصوصاً أن هذه المهمة فيها قدراً كبيراً من الإهانة، فهي تتطلب منه أن يبحث بنفسه في البرية! إلا أنه ولأول مرة في حياته، اصطدم بواقعٍ لم يعلم بوجوده من قبل، ففي سوريا من لديه الثقة الكافية لأن يصرخ في وجه ضابط مخابرات جوية قرداحي، ويأمره تنفيذ الأوامر بلا جدال، بل ويوبخه، وينعته بالغبي! وقف الرائد ذو الواحد والثلاثون عاماً مذهولاً من وقع الصدمة.. تحول وجهه الأبيض لأحمر من الغضب، ووقف شعر رأسه الأسود من الغيظ، ضاقت عيناه البنيتان وصك أسنانه، وزاد طول قامته الطويلة حين نفش جسده، وصدره، وكأنه نمراً على وشك الانقضاض على هذا الغريب الذي أهانه. وقبل وقوع الكارثة، نهض رئيسُ الفرع، هرع إليه، ربت على كتفه، واقتاده خارج قاعة الاجتماعات. الرئيس: اهدأ يا سيادة الرائد، الأمر أكبر مما قد تتخيله -ماذا سيدي؟ كيف سمحت لهذا الغريب أن يهينني هكذا -أعدك، سأقدم استنكار رسمي للجهة التي يتبع لها على وقاحته، ولكن عليك الآن تنفيذ المهمة وبسرعة، فهؤلاء القوم يشاركونا منذ أعوام العمل على أمرٍ هام، وما حدث بالأمس قد يفسد كل شيءٍ فعلناه. صمت وهو ينظر في عيني رئيس الفرع، نظرةً غريبة، فضولٌ غلبه، أنساه الإهانة -ما هو هذا الأمر سيدي؟ ومن هم هؤلاء؟ -لاحقاً يا سيادة الرائد، أعدك سأضعك في تفاصيلِ القضية في الوقت المناسب استأذن وهم بالمغادرة، سمع صوت رئيس الفرع خلفه: باسل، كونك أصبحت طرفاً في هذه القضية، فهذا قد يفتح لك الأبواب في سوريا، أسرعُ كثيراً من كونك قرداحي، هل تفهمني؟ تركه وعاد إلى قاعة الاجتماعات. لم يستوعب الرائد شيئاً مما سمعه للتو، بل زاد من غموضِ قضيةٍ غامضةٍ بالفعل! وهل من شيءٍ في سوريا قد يجعلني أحصل على ما أريد من امتيازاتٍ أكثر من كوني من القرداحة!! هذه وحدها، أضافت هالة استثنائية من الغموض على ذلك الغلام، وبقرته.. Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print The Sect – Arabic Online Post navigation Previous postNext post Related Posts The Sect – Arabic Online حول الرواية والحقوق March 16, 2023April 26, 2023 الطائفة أحمد أ. الخليل تدقيق وترجمة أسيل أ. مخيمر الذئب يأكل شارد الغنم وفي القطيع… Read More الفصل الحادي عشر. بائع التمر الهندي March 16, 2023March 16, 2023 سوق العنابة، واحدٌ من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة اللاذقية، معظم تجاره وزبائنه من أبناء… Read More الفصل التاسع. المنزل الآمن March 16, 2023March 16, 2023 في حي أبو رمانة الراقي في دمشق، بيتٌ كبيرٌ مستقلٌ من طابقين، سوره العالي جعل… Read More Leave a Reply Cancel replyYour email address will not be published. Required fields are marked *Comment * Name * Email * Website Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment. Δ
The Sect – Arabic Online حول الرواية والحقوق March 16, 2023April 26, 2023 الطائفة أحمد أ. الخليل تدقيق وترجمة أسيل أ. مخيمر الذئب يأكل شارد الغنم وفي القطيع… Read More
الفصل الحادي عشر. بائع التمر الهندي March 16, 2023March 16, 2023 سوق العنابة، واحدٌ من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة اللاذقية، معظم تجاره وزبائنه من أبناء… Read More
الفصل التاسع. المنزل الآمن March 16, 2023March 16, 2023 في حي أبو رمانة الراقي في دمشق، بيتٌ كبيرٌ مستقلٌ من طابقين، سوره العالي جعل… Read More