April 26, 2023April 29, 2023 الفصل التاسع والثلاثون. الأزقة ما زالت تتذكر ما زال في سيارة الأجرة، يفكر في خياراته، وخطته. صوت السائق: هل كان التحقيق في المطار مزعجاً؟ -لا، إجراء روتيني، ومتوقع. أضاف: هل بدأت سولماز العمل؟ الصوت: ليس بعد، وصلت منذ يومين فقط، ربما ستفتتح الشركة في الأسبوع المقبل. -ماذا عن شخصيتها الجديدة؟ متى ستحصل عليها؟ -قريباً، بمجرد انتهاء الأوراق، تحتاج بعض الوقت، فإعادة إحياء ابنة المرأة، وإعطاء سولماز هويتها، ليس بالأمر اليسير، لا تتعجل، كن صبوراً. -لسنا على عجلة من أمرنا، فقط احرص على أن يتم الأمر بلا أخطاء، خذ وقتك يا عزيزي. السائق بنبرة ساخرة: سنفعل، المهم ألا يأخذك الحنين لها، سنتين أو ثلاثة فقط، ثم ستعاود لقاءها من جديد، لا بد من اتباع الخطة بحذافيرها. تنهد: نعم، سأفعل، لا بد من هذا. نظر من النافذة، يريد السؤال، تردّد، يخشى سماع الجواب، ثم تشجّع، بيبرس: هل من أخبار عن رسلان؟ الصوت بعد تنهيدة طويلة: قنّاص الرافدين، لم يصلني شيء عنه منذ وقت. بيبرس: ماذا يعني هذا بالضبط؟ نظر إليه مطمئناً إياه: لا تقلق يا عزيزي، ما زال على قيد الحياة، مُطارد في العراق، كالقط بسبع أرواح. صمت قليلاً، ثم أضاف الصوت: فاجأني أنه ليس مجرد شخص عابر في حياتك! لم تخبرني عن تلك العلاقة بينكما من قبل! ما السبب؟ بيبرس: لا مجال للعلاقات الشخصية بالعمل يا صديقي، لا مكان للعواطف. لحظة صمت طويلة، ابتسم الصوت، أشار له بيده: أسفل مقعدك، مغلف يخصك. مد بيبرس يده إلى جيب سري أسفل المقعد، أخرج مغلقاً، فتحه، ورقة واحدة، سيرة ذاتية، في ترويستها العلوية صورة فتاة، تبدو من جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، مكتوباً اسمها بالخط العريض، كاترينا. أعادها للمغلف: لقد عثرت عليها في نهاية الأمر، كنت أعلم أنك ستنجح، هذه هي إذاً، كاترينا. تنهد ثم أضاف: للأسف، ستغضب روح الأمير سليمان كثيراً، إلا أنه لا مكان للعواطف. صمت قليلاً. موجهاً السؤال للسائق: ماذا عن مقرنا في أوسكودار؟ -جاري العمل على ترميمه، وتجهيزه، سنعيده باسم زاوية صوفية كما كان من قبل، رغم أنني ما زلت غير متشجع على استخدام نفس المقر القديم، يمكننا تجهيز مقر في أفضل وأجمل مناطق إسطنبول. بعد تنهيدة عميقة، بيبرس: هذا البناء القديم يا صديقي، سيذكرنا دوماً بالدماء التي نزفت فيه، وفي الأزقة حوله، بالقضية التي نقاتل من أجلها، بأسلافنا الذين قدموا أرواحهم في سبيلها. شرد بذهنه بعيداً، أضاف: الأزقة حوله ما زلت تتذكر، لم تنسَ، كتب الشيخ عمر ورجاله قصة بطولتهم وتضحيتهم في تفاصيلها، ولا بد أن نكتب قصتنا الآن. ابتسم: الحقيقة يا صديقي، تكمن دوماً في هذه الأزقة، في أدق التفاصيل. الصوت: لو حاول العالم إقناعي قبل خمسة أعوام، بوجود المقر ألفا في جزيرة مالطا، وتلك القصص التي تدور حوله، ما كنت لأصدقهم، إلا أنك أتيت إلينا بدليل لا يمكن دحضه، أتمنى أن ننجح في هذه المهمة. بيبرس بنبرة واثق: سننجح، مهما كلف الأمر، لن نخذلهم اليوم، لن نضيع إرث أسلافنا، دراويش يلدز. ضباط يلدز المقتولين غدراً، دراويش يلدز، الشيخ عمر، عبد الحق، المجدوبين، الكثير من الدماء نزفت في سبيل ما وصل إليه، من باب الصدفة ربما. فلا الشيخ عمر عندما أرسل عبد الحق بالأوراق إلى أسيوط، ولا عبد الحق عندما وضعها في صندوق في الخزنة، ولا حسن عندما دفنه في منزل عائلة زينب، ولا فؤاد عندما حفظها سر لم يبح به لأحد طوال حياته، حتى لحظة الموت، ولم يجد أمام عينيه إلا مروان، ليبوح له، ولا واحد منهم، كان ليخطر على باله ربما، أن خليط من عثماني تركماني عربي فرعوني، تربى في خضم المعاناة والعذاب، الفوضى واللايقين، الحقيقة والوهم، الحب والكره، واللعنات الفرعونية، سيكون الوريث المنتظر، وسيواصل العمل على قضية بدأت قبل أكثر من مائة عام، وسينجح، في تفنيد فصولها، وسبر غمار أسرارها. سلسلة من صُدف مُحكمة، استقرت بالصندوق في يد بيبرس. لو لعلها ليست صُدفاً تماماً! فعلى الجانب الآخر، فإنه قد وصل إلى اليد التي يجب أن يصل لها بالضبط، وكأنه اختارته عن دون البشر. فلو وقع هذا الصندوق بيد أي وريث آخر من نسل جده حسن، فلعله سلم الأوراق إلى أقرب مركز أمني، أو هيئة للآثار، أو حتى باعها في السوق السوداء، وكانت لتجد طريقها بشكل أو بآخر إلى حيث تنتمي في مالطا. إلا أنها وقعت تماماً، في اليد التي يجب أن تقع بها، في يد من ضربته الفوضى، صقلته العشوائية، صارعته وصارعها، نازعها حتى روضها، وصار لها أخاً وصديقاً وولداً. فمنذ نعومة أظافره، لم ينعم بالأمان والاستقرار، عاش في قلبِ أعاصير الفوضى، وصميم العشوائية. وها هو يرسم أولى خطواته، ليكون ابن الظلال، وسيدها، ويستحق بجدارةٍ كنيةً أطلقها على نفسه ” ابن الفوضى “. Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Zainab’s Curse - Arabic Online Post navigation Previous postNext post Related Posts الفصل السادس والثلاثون. حب في الجحيم April 26, 2023April 29, 2023 أعوام مرت على هذا الحال، ما الحياة إلا جحيم مُغلف بقشرة من النعيم، كل ما… Read More الفصل الخامس والثلاثون. سأحطم جمجمتها April 26, 2023April 29, 2023 -هذا آخر تنبيه لك، لم تعد طفلاً، انظر إلى نفسك، تبدو كالبغل، أنت في العاشرة… Read More الفصل الحادي عشر. الأزقة لن تنساكم April 26, 2023April 29, 2023 -ستنامين منذ الليلة في غرفة خاصة بك في الطابق العلوي، بجوار غرفتي تماماً. التفت إلى… Read More Leave a Reply Cancel replyYour email address will not be published. Required fields are marked *Comment * Name * Email * Website Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment. Δ
الفصل السادس والثلاثون. حب في الجحيم April 26, 2023April 29, 2023 أعوام مرت على هذا الحال، ما الحياة إلا جحيم مُغلف بقشرة من النعيم، كل ما… Read More
الفصل الخامس والثلاثون. سأحطم جمجمتها April 26, 2023April 29, 2023 -هذا آخر تنبيه لك، لم تعد طفلاً، انظر إلى نفسك، تبدو كالبغل، أنت في العاشرة… Read More
الفصل الحادي عشر. الأزقة لن تنساكم April 26, 2023April 29, 2023 -ستنامين منذ الليلة في غرفة خاصة بك في الطابق العلوي، بجوار غرفتي تماماً. التفت إلى… Read More