الفصل السادس والعشرون. الغدارة ناكثة العهود

-ليس هذا الذي اتفقنا عليه يا ألارا، لا يحق لكِ النكث بالعهد، اتفقنا أن تنفذي كل ما أقوله.

-لن ألبس بدلة الرقص اللعينة هذه، اعتبريه غدراً، نكث بالعهد، كما تشائين، إلا أنني لن أفعلها.

بعد أشهر من حادثة الخيانة، عادت المياه إلى مجاريها، مع تغييرات جوهرية، قصة زينب وحسن، مضاعفة عشر مرات، بل مائة مرة ربما.

نكلت ألارا بتلك العشيقة، تم طردها من العمل، بأكثر الطرق إهانة، على إثر فضيحة اختلاس، مدبرة، توسلت عدم إرسالها إلى السجن، هجرها سردار، وقيل لها من طرف ثالث، أن لا أحد في هذه الدنيا يمكنه التأثير فيه، إلا زوجته الحبيبة ألارا.

شفت غليلها، والفتاة تركع تحت قدميها، تتوسل لها التوسط عنده.

لم يتجرأ سردار على معارضة خطتها هذه، فقد كانت شرطها الأول، لعودة المياه إلى مجاريها بينهم.

سرعان ما تفجر الشيطان داخلها، لدرجة أغضبت حتشبسوت نفسها، فرعونتها تزيد كل يوم، غدرت جزئياً بالاتفاق بينهما، بمجرد أن تمكنت من فرض سيطرتها على سردار، بدأت تعاند حتشبسوت مجدداً، لكن ليس كما كان الحل عليه من قبل، مشاكسة ربما، تحول الأمر بينهما إلى معركة للسيطرة، بكامل تفاصيلها، تفوز ألارا مرة، وتفوز حتشبسوت مرة.

شيء واحد يريده الاثنتان بشغف، لا بد من الإنجاب، طفل بالنسبة إلى ألارا، سيكون بمثابة ورقة رابحة أبدية، لن يتجرأ سردار على هجرها بعد هذا، رغم كل ما تفعله به، ستتوغل إذلالاً به أكثر حتى.

وبالنسبة لحتشبسوت، سيكون أملها بالبقاء، تأمين الانتقال بعد موت ألارا.

استبدادية، عنيدة، شريرة بطريقة مخيفة، حتى إن سردار بات يهرب منها، يغيب عنها لأشهر، ليريح نفسه عناء معشرها، وتَحمل طباعها وجنونها الذي يزداد يوماً بعد يوم، لم تعد الحياة معها تطاق بأي شكل من الأشكال، حتى إنه بدأ يفكر جدياً بالزواج من ثانية، بل والانفصال عنها، قبل أن تباغته ألارا بمكالمة هاتفية، أحمل في أحشائي طفلك.

بداية العام 1980 ميلادياً، تحقق الحلم أخيراً، ألارا تحمل في بطنها مولودهم الأول.

حتشبسوت لا تتجرأ الطلب منها التخلص من الجنين، ففي هذا العام تحديداً، وهذا الفصل منه على نحو خاص، الوقت غير مناسب للحمل لمولود مناسب للانتقال، لكن من ذا الذي يهتم بها الآن وبانتقالها اللعين! قررت القبول بالأمر، على خوض مشاجرة لا تنتهي مع ألارا بسببه، وعلى أمل معجزة ينتج عنها دماء فرعونية، مناسبة.

-ماذا سنسميه يا زوجتي الحبيبة؟

-كما تريد، اختر الاسم أنت.

-إن كان غلام، سيكون اسمه مروان، طالما أحببت هذا الاسم.

-حسناً يا أبا مروان، لك ما تريد.