April 26, 2023April 29, 2023 الفصل الرابع عشر. حتشبسوت العاشقة -إلى متى سيطول غيابه؟ -قال أسبوعان، أو أكثر قليلاً، سينتهي من عمله، ويزور أخاه محمود، ثم يعود، كم سوف أشتاق إليه. في غرفتها، زينب تجلس أمام المرآة، حتشبسوت تمشي في أرجائها: أسبوعان كاملان! آه يا ويلنا، ماذا سيحل بنا؟ نهرتها: توقفي يا حتشبسوت، لن أسمح لكِ بذلك، حسن يحبني وأحبه، لا تثيرِ غضبي. -تباً لكِ، يا له من فحل، ألا تلاحظين عضلاته المشدودة؟ جسده الضخم؟ وجهه المستدير كالقمر، أسمر يشع بريقاً، آه كم أتمناه. بغضب أجابتها: قلت توقفي عن هذا الهراء، لا أريد سماع شيء كهذا مجددا، لن أخون حسن، لست مثلك، إن كنتِ راغبة بذلك الخادم، فلا بأس، جدي لنفسك جسد خادمة استقري فيه، وافعلي ما تريدين. ضحكت حتشبسوت: غبية أنت يا زينب، وما سيحل بكِ إن تركتك! -سأكون سعيدة مع زوجي، واثقة من ذلك. وضعت يديها على خصرها، تأففت: الآن لم تعودي بحاجة لي؟ لولاي لأكلتك نار الفرن منذ زمن، لولاي لما تزوجكِ حسن، وبقيتي مجرد خادمة في هذا القصر، لتزوج قريبة له من أبناء عمومته، أنا من علمتك كيف تجعلين منه خاتماً في إصبعك، جعلتك سيدة القصر، علمتك كيف تشترين الأهالي، وتكسبين ولاءهم، حتى صرتي بمثابة ملكة في أسيوط كلها. زينب: لا أنكر هذا، ولا أريد أي فراق بيني وبينك، لكن رجاء، أتا ملتزمة بكل ما تريدين، أعاملهم جميعاً بالطريقة التي تطلبين، حتى هو، بتُ ألحق به الأذى، الإهانة، لم أخلف لك أمراً ولا نصيحة، لكن ما تشيرين إليه لن يحدث، أنا جادة جداً، لن أخون زوجي، لن أخونه مهما حاولتِ، حتى إن لزم الأمر الفراق بيني وبينك. بنظرة تعجب: منزعجة من إهانته؟ غبية، ألا ترين نظرات بنت عمه تلك؟! أقسم أنها تترصد فرصة لتخطفه منا، قلت لكِ مراراً، هذا لأجل ألا نفقده، نهينه أحيانا، ونعوضه كثيراً بعدها، لا بد من جعله يعيش في حالة تخبط، ما بين المرأة التي ينشدها، والجبارة التي يريد تجنبها. أضافت: ليس هو فقط، البشر جميعهم هكذا. زينب بنبرة جادة صارمة غاضبة: لم أعترض، نفذت كل ما تقولينه، ولكن الخيانة، لن أفعلها، ولا أريد سماعك تشيرين إليها من جديد، انتهى الحديث في هذا. تقدمت نحوها، اقتربت بجسدها، رأساهما متقاربان، كل تنظر إلى الأخرى في المرآة. حتشبسوت: انظري جيداً يا زينب، وجهك، جسدك، مفاتنك، ليست أنتِ، بل أنا من زاد جاذبيتك هذه، إن غادرت هذا الجسد، فستعودين تلك الفتاة القبيحة، تذكري هذا جيداً. بصوت حازم أجابتها: لا حاجة لهذا الحديث، لا خلاف بيني وبينك، توقفي عن محاولتك خيانة حسن، هذا كل ما أطلبه منك. وبنبرة واثقة أضافت: ثم أنه قد تزوج زينب، ولم يتزوج حتشبسوت، ثقي تماماً، أنه لن يمانع عودة زينب كما كانت. ثم بنظرة ماكرة، وابتسامة خبيثة: يا صديقتي، فجمال المرأة ليس في وجهها، بل في عقلها، وما يمكنها فعله، أحدهم قال لي هذا يوماً ما. عادت بظهرها إلى الخلف، رفعت يديها في الهواء، مستسلمة قالت: ومن قال إنني لا أحب حسن، بل أحبه، أرقص له طوال الليل، أفعل كل ما يطلبه، لإرضائه، لمَ أفعل هذا يا زينب؟! لأنني أحبه كذلك. -حسناً إذاً عليكِ التوقف عن التفكير في خيانته، فالحب والخيانة لا يجتمعان. -وماذا سنفعل طوال أسبوعين؟! -سننتظر عودته، ما رأيك أن نغير شيئاً في ديكور الغرفة، ستائر بلون جديد ربما؟ علميني رقصة جديدة، أمور لم أفعلها له من قبل، سيعود مشتاقاً لي، لا بد من تعويضه عن هذا الغياب. -لا بأس، لنتفق، لن أفكر بهذا ثانية، لكن بالمقابل، عند عودته، وفي الفراش، ستدعينني أفعل كل ما أريد، لا تعانديني، ولا تكبحي جماحي. -لكنه مؤلم، لا يمكنني تخيل فعل هذا، حتى هو، يراه شذوذاً جنسياً، لا يريده كذلك. -ستعتادين عليه، ستحبينه، وتطلبيه، فقط دعيني أفعلها مرة واحدة. بنظرة خبيثة أضافت: وأتركِ رغبات حسن لي يا عزيزتي. طوال عام بعدها، نشب أكثر من خلاف بين زينب وحتشبسوت، على قضايا مختلفة، إلا أنهما تفاهمتا دوماً على حلول وسطية، ولكن قضية واحدة، ما زال الخلاف عليها قائماً منذ أشهر، رغبة حسن بالإنجاب، ولسبب ما، ترفض حتشبسوت ذلك، ترى الوقت مبكراً، لسنا جاهزتين لهذا، طفل واحد سيقلب حياتنا رأس على عقب، نحن سعيدتان، نعيش حياة الملوك، ما لنا وللأطفال! لننتظر بعض الوقت. جميع حججها غير مقنعة، فالطفل لن يغير حياتهم في شيء، بل سيزيدها فرحة وسرور، لن يشغلهم، حولهم الكثير من الخدم، إلا أن حتشبسوت مصرة، سبب يدفعها للرفض، لا تريد البوح به. زينب: تحدثي، ما السبب؟ -لستِ جاهزة لإنجاب الطفل، ثقي بي، لا بد من اختيار الوقت المناسب، لإنجاب طفل يشبهك! -يشبهني؟! وما المشكلة إن كان يشبه حسن؟ تلعثمت، شيء تخفيه، لا تريد البوح به، قالت: لا أقصد هذا، افهميني، لستِ جاهزة وفقط. -ما هذا الهراء الذي تتحدثين به؟! لا منطقي، غير مقبول. تقدمت منها، بغضب قالت: ستموتين يوماً ما يا زينب، لن تعيشي إلى الأبد. -كلنا سوف نموت. همست لها، بنبرة ضعف وانكسار قالت: ليس أنا، لقد لعُنت أبد الدهر، ماذا سيحل بي بعد موتك؟! -ما تقصدين؟ غادرت دون أن تجيبها، لا تريد الإيضاح، ولن توافق على الإنجاب أبدا. لكن ليس زينب، فهي الليلة في ذروة الإباضة، الوقت المثالي للحمل، حتشبسوت تقودها بعيداً عن حسن، لن تنامي معه الليلة، لأسبوع كامل، لن أسمح أن يقع أي خطأ يتسبب بالحمل. -لن يقع أي خطأ، ثقي بي. -في آخر مرة قلتِ هذا، ولم تتمكني من السيطرة على الموقف، كاد يفعلها، وكدنا نحمل طفله لهذا الخطأ! -لن يحدث اليوم، إنه مشتاق لي، وأنا كذلك، أعدك، لن أسمح بذلك. أخيرا، بعد دقائق من النقاش الحاد في غرفة جانبية، وافقت حتشبسوت، بشرط أن تتركها زينب تسيطر على الموقف كاملاً، سترقص له، تثيره، تشبع شهوته، لكن ممنوعاً عليه ممارسة العملية الجنسية كاملة، ففي اللحظات الأخيرة، ستدعه يُمتع نفسه، في أي مكان على جسدها، طالما لا يمكن تلقيحها منه. إلا أن زينب، اتخذت قرارها سلفاً، بل سيفعلها، وسأحمل في أحشائي طفلاً منه، لن تمنعيني اليوم. جن جنون حتشبسوت، عندما تأكد حمل زينب بعد شهر، حاولت دفعها لإسقاط الجنين، رفضت، تعنتت، لن أحرمه، ولن أحرم نفسي من هذا الطفل، حتى أنتِ يا حتشبسوت، ستحبينه، واثقة من ذلك. طوال أشهر تلتها، لم تهدأ، تتلاعب بعقلها، لا بد من التخلص من الجنين، ثم ما لبثت أن استسلمت للأمر الواقع، فقد تجاوز الحمل أشهره الأولى، وبات التخلص منه خطراً على حياة زينب. وجهها كالقمر، تشبه جدتها كريمة. بهذه الكلمات، زفت الخادمة لحسن بشرى قدوم طفلته الأولى. قررا تسميتها قمر، فهي قمر منير بالفعل، أنارت حياتهم، وجعلتها أجمل. لكن ليس حياة حتشبسوت! التي لن يهدأ لها بال، ما لم تتخلص منها. Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Zainab’s Curse - Arabic Online Post navigation Previous postNext post Related Posts الفصل الخامس عشر. قمر ذات الدماء العثمانية April 26, 2023April 29, 2023 -تشبه جدتها كريمة! هذا ما كان ينقصني! قلت لكِ يا زينب الوقت غير مناسب للإنجاب،… Read More الفصل السادس عشر. لا بد من المحاولة April 26, 2023April 29, 2023 كالمجنونة تدور في أرجاء الغرفة، تشد شعرها، تقبض راحتا يدها، تصك أسنانها، تصرخ، ستنفجر في… Read More الفصل الثالث والثلاثون. الجواسيس الصغار April 26, 2023April 29, 2023 -انتظري قليلاً، ستبدأ الكلام بصوت مسموع، بدأ وجهها يصبح أكثر حُمْرَة. -أنا خائفة يا بيبرس،… Read More Leave a Reply Cancel replyYour email address will not be published. Required fields are marked *Comment * Name * Email * Website Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment. Δ
الفصل الخامس عشر. قمر ذات الدماء العثمانية April 26, 2023April 29, 2023 -تشبه جدتها كريمة! هذا ما كان ينقصني! قلت لكِ يا زينب الوقت غير مناسب للإنجاب،… Read More
الفصل السادس عشر. لا بد من المحاولة April 26, 2023April 29, 2023 كالمجنونة تدور في أرجاء الغرفة، تشد شعرها، تقبض راحتا يدها، تصك أسنانها، تصرخ، ستنفجر في… Read More
الفصل الثالث والثلاثون. الجواسيس الصغار April 26, 2023April 29, 2023 -انتظري قليلاً، ستبدأ الكلام بصوت مسموع، بدأ وجهها يصبح أكثر حُمْرَة. -أنا خائفة يا بيبرس،… Read More