June 20, 2023June 20, 2023 بحث عنه البشر عبر آلاف السنين بحث عنه البشر عبر آلاف السنين من تاريخهم، وقد أجابوا عليه كلَ مرة، على الرغم من أنهم لم يجيبوا ولا مرة، السؤال الأعظم والأكثر منطقية والأكثرُ غموضاً بين الأسئلة الوجودية كلها!ماذا كان قبل أن يكون أي شيء؟ كيف نشأ كل شيء؟ ما هو الزمن صفر؟ ما هي اللحظة صفر؟ ما هو اللاشيء؟ آه، نعم لقد وجدنا الجواب، هي نقطة في السماء، هناك بعيداً، انظر إليها، لقد درسناها وفهمناها وحللناها وبتنا قادرين على فهم كل شيءٍ جاء بعدها، إنها البداية يا عزيزي، التي بدأ منها كل شيء، سواء كان حولك أم لا، أسترح أيها المُنهك. وعلى حين غرةٍ ينتفض الفكر بذات السؤال، ولكن من أين أتت تلك النقطة؟ وبعد بضعِ مئاتٍ من السنين والتطور والتقدم….آه، وجدنا الجواب، علمنا من أين أتت، أخطأ أسلافنا. لقد جاء كل شيءٍ وأتت هي من نقطة أصغر منها وأبعد منها، انظر هناك، لقد درسناها وحللناها وفهمناها وبات كل شيءٍ واضحاً، استرح أيها المُنهك. ثم يعاود الفكر انتفاضته بذات السؤال، ولكن من أين أتت النقطةُ الأصغر؟ وبعد بضع آلاف من السنين….آه، وجدنا الجوابَ الحاسم، إنها ذرةٌ صغيرةٌ، أصغرُ من كل شيءٍ عرفناه، انفجرت بطاقةٍ هائلة، فوُلِدَ الكون، تمدد، توسع، وسوف يستمرُ بالتوسع حتى تنفذ طاقته، ثم سينكمش على ذاته ويُسحق، أو سيتوسع ويتمدد حتى يتجمد، وفي كلتا الحالتين سيموت، وما بين الولادة والموت، نشأت الحياة، وجدت طريقها من باب الصدفة. ثم ينتفض فكرٌ مشاكسٌ، لا يفهم شيئاً في الفيزياء ولا تعقيداتها، لم يدخل مختبراً كيميائياً يوماً، انتهى قبل برهة صاحبه من وجبةِ غداءٍ دسمة، متكئاً على أريكته غيرَ مبالي، لينسف كل فرحةِ اكتشافنا ويعيد السؤال ذاته، حسناً ولكن أين كانت الذرة؟-كانت في الفراغ يا مشاكس-آه… إذا من أين جاء الفراغ؟ ومن أين أتت الذرة؟لحظة!! ومن أين أتت الصدفة؟ وبعدها وقبلها…..لقد وجدنا الجواب، انه الله، الذي خلق كل شيء، كان وما زال وسيظل، أرح عقلك طويلاً، انتهى البحث. ثم فجأة يسأل أحد المجانيين، ولكن من أين جاء…..اصمت، أنت تكفر بالله الذي خلقك، لا يوجد نقطة بدأ منها كل شيء، ولا حتى ذرة. هذه الأسئلة خارج حدود قدرتنا على التفكير، لا تجاري العلماء ولا الفلاسفة، هذا كفر، يا كافر، اصلبوه، احرقوه، اقتلوه. وحين تنتهي مراسم الصلب والحرق، يصحو أحدهم من سكرته الهمجية، ونشوة العقل الجماعي، ويتساءل …أأحرقتموه لأن السؤال خارجَ حدود تفكيرنا؟ ولكن كيف فكر فيه إن كان خارج حدود التفكير! لماذا يعطينا الله القدرة على التفكير في مسألة لا يريد منا البحثَ فيها؟ ويضيف مجنونٌ آخر، الله يعلم كل شيء، وهو من أعطانا قدرة العصيان، إذاً لماذا يخلقنا ويعطينا هذه القدرة على عصيانه، ثم يعذبنا على ذنب قد علم قبل خلقنا أننا سوف نقترفه؟ فلو سألني الله قبل أن يخلقني، هل أخلقك بشراً بقدرتك على العصيان، أم ملاكاً لا قدرة له على عصياني، لاخترت الثانية، كلنا لاخترنا الثانية. ولكن كيف سيسألني وهو لم يكن قد خلقني بعد؟ لا يهم، هو الله قادرٌ على فعل هذا، لماذا لم يخلقني ملاكاً؟ ما ذنبي انا!منحني القدرة على اتخاذ القرار؟ حسناً انا لا أرى هذه إلا نقمة، وقراري هو أني أرفض قدرتي على الاختيار، وأنا غيرُ مسؤولٍ عن أي ذنبٍ اقترفه بعد الآن، لا أريدها. كنت سأختار كوني ملاكاً غير قادرٍ على العصيان، أطير هنا وهناك في ملكوت الله بين الكواكب والنجوم، أُسبح بحمده وشكره طوال حياتي، الطويلةِ جداً. أليس من العدل أن يكون لدي القدرة على اختيار ماهيتي؟ فمقدرتي على اتخاذ القرار قد تنتهي بي لجنةٍ ونعيم أو لجهنمٍ وجحيم، وقد قررت أنني لا أريد المخاطرة، لا أريد هذه القدرة، لا أريد جميع ملذات بني الإنسان، المباحة منها والمحظورة، لا أريدها كلها، أريد أن أصبح ملاكاً وهذا قراري، فلمَ المخاطرة بالمكوث في الجحيم يوماً واحداً؟ لحظة! ….الاختيار؟ القرار؟ هل أنعم الله عليّ بسلبي القدرة على عصيانه من قبل! في حياةٍ سابقةٍ ربما؟ وقد فعلت هناك أشياءً جَعلتْ من حياتي هذه لوحةً مرسومةً مسبقاً؟ ولكن ماذا حدث هناك؟ وكيف وصلتُ إلى هنا؟ ما الذي اقترفته، حتى عُوقِبتُ بمنحي القدرة على عصيان الخالق؟ اصلبوا الثاني والثالث والرابع والعاشر… احرقوهم، هذه الأسئلة محرمة عليكم، ستقودكم إلى الجنون، أو الكفر بالله.ولكن هل سبق وسُمح لنا بالتفكيرِ في هذه الأسئلة، حتى نجد الإجابات وهل وجد أحدهم الإجابات من قبل ثم كفر؟ نحاول دوماً جعل السؤال متشبثاً بالأديان حتى نتهربَ من الإجابة عليه، الإجاباتُ مختلفة كلٌ منا على نهج دينه، القناعاتُ مختلفة، لا إجابةٌ مقنعة، لا إجابةٌ من الأساس… توقف عن هذه الأسئلة الوجودية فهي إحدى مراحل اللاتوازن النفسي المؤلمة! توقف عن افتعالِ هذه الفوضى الفكرية.الفوضى الفكرية هي ألا تعرف إجابةً لهذه الأسئلة، ثم لمَ قلت الفوضى! ألم يرتب الله كل شيء في ملكوته اللانهائي؟ وأفكاري جزء من هذا الكل؟ فكيف أسميتها فوضى؟ بعد برهةٍ من الزمن، وآلاف مراسمِ الصلب والحرق، يصمت الجميع، الألم لا يطاق، هذه الخلايا الحسية تعذبنا، تستعبدنا، لو أن عقلي توقف عن معالجتها أو الاستجابة لها، أو تجاهل إشاراتها العصبية ببساطة، لما خفتُ من النتائج، ولما توقفت عن البحث عن إجابة. الألم؟ لماذا لم يتعلم العقل التحكم به عبر آلاف السنين من التطور!، هذا العقل في هذا الجسد، أكثر الأجهزة المعروفة تعقيداً عجز عن إيجاد آليةٍ بسيطة، بسيطةٍ جداً، للتحكم في عملية نقل الإشارات العصبية، ليجعلها أقلَ ألماً إذا اقتضى الأمر.هل عجز العقل عن إيجادها حقاً؟ أم أنه تعمدها مع سبق الإصرار والترصد؟ هل هو مبرمجٌ لجعلنا نخاف الألم؟ هل الألم ما يحدد حدودنا التي لا يمكننا تخطيها بسبب الخوف من العقاب أو الشعور بالألم؟ أليس الأمر نابعاً من داخلنا؟ هل منحنا الله القدرة على العصيان والقدرة على الشعور بالألم حتى يحقق التوازن؟ آه… مبارك لكم، لقد اكتشفنا للتو أصولكم…مبارك لكم أيها القردة، الأذكى.لا لم نثبت شيئاً، ولكن هذه الهرطقة تستحق أن تكون نظرية، لم نثبتها أصلاً ولم نقترب حتى، ولكنها تستحق الجوائز! أولاً وأخيراً يجب علينا إيجاد إجاباتٍ ونظرياتٍ تشبع شهوة الهامشية لديكم حتى وإن كانت لا تصدق.أيها الرجعيون المتدينون المتخلفون! اختلقتم فكرة الله من بنات أفكاركم، كيف تنكرون أصولكم، لولا الحمض الأميني، لولا صعقة البرق تلك، لولا الصدفة والحظ، لما كان لكم وجود. حسناً يا سيدي، ولكن عذراً، من أين أتت صعقة البرق تلك 🙂 أكتفي بهذه المقدمة، وقبل بداية الفصل الأول سأنقلك مباشرةً إلى النهاية، نهايةٌ قبل البداية، فرصةٌ ذهبية علك ترح نفسك من عناء المضي في قراءة قصة أبطالها ثلةٌ من المتخبطين والمرضى النفسيين، ولكن قبل اتخاذ قرارك بالتوقف، وأرجح أن هذا ما سيشجعك عليه عقلك، أو ربما يفرض رأيه بأن يأمر جسدك أن يقوم بإفراز بعض هرمونات الضيق أو ما يشابهها، لمَ لا؟ أليس هو من يسيطر على كامل جسدك، فكر للحظة، ماذا لو…ماذا لو كان عقلي هو ألد أعدائي؟ Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes إختبار الموت December 6, 2022December 19, 2022 -هل ستصدق شخصاً تثق به وأقسم لك أنه يقول الحقيقة؟ -لا -لماذا؟ -لعله يقول ما… Read More
Arabic Random Quotes لون التفاحة الأصلي December 6, 2022December 8, 2022 أوزجان: إذا هو اللاشيء، تخيل أننا نعيش في عالمٍ من مادة، لا لون لها ولا… Read More
Arabic Random Quotes إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري December 6, 2022December 8, 2022 كالراعي والأغنام، مبدأها بسيط، إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري، وبالحديث عن أوزجان، فهو أكثر من… Read More