July 15, 2025July 15, 2025 مع كل صفحة أعود إليها، أطرح على نفسي هذه الأسئلة حين يسألني أحدهم: “ما أصعب ما في كتابة الرواية؟”أتذكر دائماً تلك المزحة التي قالها لي صديق، حين قاطعني ونحن نشاهد فيلماً:“هذه آخر مرة أشاهد فيها فيلماً معك… أنت تقتل الإثارة!” ورغم بساطة العبارة، إلا أن فيها حقيقة يعرفها من يكتب الرواية بصدق: التفاصيل الصغيرة هي التي تشيّد العوالم وتبقيها متماسكة. كل ثغرة، مهما بدت هامشية، قادرة أن تهدم بناء الحكاية في قلب القارئ. ولعل الأشد وطأة على الكاتب ليست الأخطاء الفادحة، بل تلك التفاصيل الدقيقة التي قد تمر بلا انتباه: موعد وصول رحلة إلى مطار بعينه، ثمن سيارة أجرة، أو حتى كلمة عابرة في حوار جانبي.قد لا يفتش خلف هذه الأمور كثيرون، ولكن الأمر ليس مرتبطاً بعدد من سينتبه أو يراجع، بل مرتبط بصدق الكاتب مع نفسه ومع قارئه. هناك قراء، خصوصاً أولئك الذين يعيشون مع الرواية أكثر مما يقرؤونها، قد يغريهم الحنين أو الفضول بأن يسيروا على خطى أبطال الحكاية: أن يصلوا إلى النقطة الفلانية في المدينة ذاتها، أو يسلكوا الطريق الذي سلكه البطل، أو يقفوا أمام النقش حيث وصفته الرواية تماماً.كيف يكون شعور القارئ إن لم يقده المسار إلى حيث وعده الكاتب؟كيف ستكون خيبته لو لم يجد النقش حيث حدّدته الرواية بدقة؟ مع كل صفحة أعود إليها، أسأل نفسي هذه الأسئلة.فالكتابة ليست ترفاً ولا استعراضاً للمعرفة، بل هي التزام بأن يكون العالم الذي يُبنى بين السطور عالماً حقيقياً في تفاصيله، قابلاً للبحث والاكتشاف خارج حدود الرواية نفسها –أن يجد القارئ الطريق كما وُصف، والموعد كما حُدد، والمكان كما تخيله في النص؛ألا يصطدم بوهم أو تضليل إذا قرر أن يسلك درب أبطال القصة في الواقع،ولا يشعر أن الأحداث كانت مجرد خيال معزول عن المنطق أو المكان. ويزداد هذا التحدي حين تدور الرواية حول حضارة ضاربة في القدم كالحضارة المصرية؛ حضارة تكاثرت حولها الأساطير وامتزج فيها الواقع بالوهم، حتى صار من الصعب أحياناً التمييز بين الحقيقة وما أضيف إليها عبر الزمن من تفسيرات وأخطاء. لذلك، حاولت في هذه الرواية أن ألاحق التفاصيل مهما صغرت، وأبحث خلف كل حدث أو رمز، وألا أترك سؤالاً دون محاولة صادقة للإجابة، أو على الأقل دون أن أخفي عن القارئ أنني سمعت سؤاله وشاركت حيرته. الحكايات الصادقة لا تمنحنا دائماً إجابات جاهزة، لكنها تثير فينا رغبة في المعرفة، وتدفعنا لطرح مزيد من الأسئلة.وربما، كلما احترم الكاتب عقل القارئ وتفاصيل الواقع، كلما بقيت الحكاية حيّة في الذاكرة والخيال معاً. لعل ما يجعل الكتابة اختباراً طويلاً للصبر والدقة،هو أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع العالَم –وتصنع ثقة القارئ في حكاية لا يريد أن يستيقظ منها. رواية الهرم المقلوب 📅 تصدر بتاريخ 01/01/2026السعر خلال فترة الطلب المسبق: $0.99السعر بعد الإطلاق: $9.99 🔗 احجز نسختك الآن عبر مكتبتك المفضلة من خلال الرابط أدناه:https://books2read.com/TheInvertedPyramidar 📖 حمل الفصول التسعة التمهيدية الأولى عبر الرابط التالي:[PDF] https://soofch.com/so/wp-content/uploads/2025/07/The-Inverted-Pyramid-AR-Ebook.pdf ── ◆ ── المزيد من كتبي هوامش الإدراك (العقل المتشظي)https://soofch.com/so/margins-of-perception-arabic/ سلسلة روايات ابن الفوضىhttps://soofch.com/so/son-of-chaos-series-arabic/ A.I.Aالنظام الأعظم ✨بقلم أحمد أ. الخليل لم نكن ضائعين أبداً
لم نكن ضائعين أبداً الفصل الثاني: كان يبحث عن شيء لا تحويه المقابر… أقدم من الملوك وأخفى من آثارهم May 13, 2025June 1, 2025 لم يكن بيننا وبين الأهرامات سوى سيارة أجرة.رحلة قصيرة… يمكن أن تنتهي في نصف ساعة.لكنّ… Read More
لم نكن ضائعين أبداً الفصل التاسع: عالق بين حضارتين June 1, 2025June 1, 2025 شيء ما ارتجّ في أعماقي.لم يكن ألماً، ولا خوفاً، بل كأنّ عالماً كاملاً انفصل عني… Read More
لم نكن ضائعين أبداً الفصل الثالث: الهرم المقلوب May 14, 2025June 1, 2025 “نحن نظن أننا نعيش ذروة الحضارة،نقيسُ تقدّمَنا بعددِ الأقمارِ الصناعيةِ وعددِ الطوابقِ في ناطحاتِ السحاب،لكن… Read More