December 6, 2022December 8, 2022 التصنيف ثم الاختزال التصنيف ثم الاختزال، سلاح العقل الأقوى ضد الضمير، فإن أراد أن يريح ضميرك لقتل الأبرياء، صنفهم ضمن مجموعةٍ وأدرج معهم من يستحق الموت في نظره، ثم يختزل كل التفاصيل الصغيرة في عموميات، ويتجاهلها، ولن يعدم حيلة، ليجعل مقتل الأطفال والنساء ضرورةٌ لا مناص منها، نحو غايةٍ أسمى، وعالم أفضل. يجعل منك كطيار يقود طائرة، يرمي قنبلة فوق المنازل، لا يرى أثر ما فعله على الأرض، ولو حملها بيده ومشى في الشوارع، وشاهد الأطفال، النساء، الأبرياء، من سيسقطون قتلى هذه القنبلة، لما فجرها، ولكنه لا يرى إلا بيوتاً تبدو كعلب كبريت من السماء، صورةٌ عامة، بلا تفاصيل. سلاح الشيطان الأقوى للتحكم بالعقل، أو سلاح العقل الأقوى للتحكم بنا، وفي مرحلةٍ ما، يتمكن منه، لدرجة أنه لم يعد بحاجةٍ لتبرير شيء أو اختزاله أو تصنيفه، اقتل خصومك، وكل ذريتهم، دمرهم، احرقهم، لا تبقي منهم أحد. وبما أن الكثير من العقول هي أدواتٌ بيد الشيطان، يتلاعب بها كما يشاء، وبما أن آليات عمله باتت معروفة له، فقد قرر بيبرس، لمَ لا؟ لمَ لا نجعلها أدوات للخير. استخدم أسلوب الشيطان نفسه، تلاعب بالجميع، وفي بعض الأحيان، اختزل، لكن حسب قوانينه، لا تختزل الأبرياء. ليس خائفاً، فقد اتخذ قراره في الحرب، وكل من اتخذ هذا القرار عليه تحمل تبعات قراره. تمنى لو يعود الزمن ألفاً أو ألفي عام للوراء، ويتجمد هناك، حيث كانت الحروب بين بني الإنسان بالسيوف والنبال، يومها لم يكن يسقط من الأبرياء الكثير، فلا يتواجد في ساحة المعركة إلا جنودٌ اتخذوا قرارهم سلفاً بالحرب، بالقتل، يعلمون أنهم قد يموتون، وتسنى يومها للجميع الوقت والقدرة على التفكير، واتخاذ القرار، وحتى الهرب. بينما اليوم، فأغلب ضحايا الحروب لا يتخذون قراراً بشأنها، يدفعون حياتهم دون أن يسألهم أحدٌ إن كانوا يريدون أن يكونوا جزءاً من هذه الحرب أصلاً، تُقصف المدن وتُدمر فوق رؤوس قاطنيها، وأغلبهم يرفضون هذه الحرب من أساسها. فعندما يفجر أحدهم قنبلة في مجمعٍ تجاري، فهو لا يسأل ضحايا تفجيره عن مواقفهم السياسية، وحتى عن دينهم، وحتى إن كانوا يرغبون بأن يكونوا جزءاً من هذه الحرب، وهكذا تفعل الطائرات، لا تسأل، ولا يتسنى لضحاياهم أي فرصةٍ لاتخاذ القرار. أما هو، بيبرس، فقد اتخذ قراره وهو أن يقاتل دفاعاً عن الذين لم تتسنى لهم الفرصة لاتخاذه. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes هل سبق أن شعرت بذكريات لا تعرف مصدرها؟ May 23, 2025May 23, 2025 هل سبق أن شعرت بذكريات لا تعرف مصدرها؟صور غامضة، مشاعر قديمة، مخاوف لا تفسير لها،… Read More
Arabic Random Quotes هل فكرت بالحتمية من قبل؟ December 6, 2022December 11, 2022 هل فكرت بالحتمية من قبل؟ أكمل ولم ينتظر سماع الجواب: فيما مضى كان البشر يعتقدون… Read More
Arabic Random Quotes في المساء، لعق الخمر عن جسدها June 17, 2023June 17, 2023 في صباح اليوم انتهت جلسته النفسية، آخر مرحلة من سلسلة اختبارات القبول في المقر ألفا.وغداً… Read More