December 6, 2022December 8, 2022 الحب!! كم نُظمت الأساطير حوله الحب!! كم نُظمت الأساطير حوله، قالوا عنه أكثر المشاعر البشرية غموضاً، يدفعنا لفعل أشياءٍ نحن غير مستعدين لها، وعلى غفلة منا، ورغم الواقع، والمصاعب، نفعل المستحيل، وباسم الحب نصنع المعجزات، مجرد أساطيرٍ، والحقيقة أن التاريخ لم يذكر أن أي معجزة قد تحققت بفضل الحب. أساطير، لا نفعَ منها إلا مواساتنا، وتبرير اندفاعنا الأعمى خلف مشاعرٍ لا مبررة، ولا مفهومة، لفعل ما لم نكن مستعدين لفعله، ثم ندفع الثمن بضمير مطمئن، وبالٍ مرتاح، باسم الحب. لو حللنا تلك المشاعر، الحب، الغضب، الكره، الطمأنينة، الخوف، لوجدنا أنها وجهٌ آخر للألم، مجرد تفاعلاتٍ كيميائية داخل أجسادنا، وهرمونات يتحكم بها عقلنا، يقرر متى يؤجج نار الحب فينا، ومتى يجعل الكراهية تعمينا. وإن عرفت السبل اللازمة لتحفيز العقل على إفراز الهرمون المطلوب، للمشاعر المطلوبة، فلا داعي للحديث عن شيءٍ بعدها، بات صاحبه طوع مشاعره، التي هي طوع محفزاتك. هذا لا محالة يجعل مشاعر البشر تخضع للسببية في الكون، إلا لو كانت مشاعرنا من عالمٍ آخر، لا سببي، ولذلك تبقى أكثر الكلمات سحراً، تلك التي تخرج من فمِ عاشقٍ يصف حبه لمعشوقه، أحبك بلا سبب. فهذا هو المستحيل المنشود، وفي العقل الباطن، فلهذه الكلمات سحر ورونق، ولسان حال العاشق يقول، حبي لك ليس من هذا العالم السببي، فلا لون شعرك، ولا عيناك، ولا جسدك، ولا صوتك العذب، ولا طريقة كلامك، ولا شيء مما تملك كان سبباً في حبي لك، فحبي لك لا سببي، لا ينتمي لهذا العالم. أكذوبةٌ أحبها عقل العاشق والمعشوق، أسطورة من بين ملايين الأساطير، تلك التي تقول، إنه لا شيء في هذه الدنيا يمكنه توقع مشاعر وتقلبات البشر المزاجية، قبلَ وقوعها، وعلى وجه أكثر دقة، المشاعر والتقلبات الخاصة، لشخصٍ ما على وجه الدقة، وليس فقط لمجموعة كبيرة من البشر، فكلما حاولنا التخصيص أكثر، صار الأمر أكثر صعوبة. وحيث يمكن لمؤشرات العقل الجماعي، الغوغائية، أن تعطينا فكرةً عن التوجه العام والتقلبات المستقبلية لمجتمعٍ أو مجموعةٍ من الناس، وذلك ليس لضعفٍ في خطوط دفاع المشاعر، وإنما لمعرفتنا أن الغوغاء، والعقل الجماعي، والقطيع، سوف يجبر الكثيرين على المضي خلفه، حتى إن خالف ما يشعرون به، وما يريدونه في صميمهم، فالعقل مصممٌ للبقاء، وتعلم أن البقاء، والنجاة، فرصها أقوى مع الجماعة الأقوى، والعدد الأكثر، وسيفرز جميع الهرمونات اللازمة، لإجبارك على المضي خلف القطيع. إلا أن المشاعر المخصصة لشخصٍ ما بعينه، تبقى مهمة مستحيلة، لذلك يتمكن الكثير من الناس، من خداعِ بعضهم، بإظهار مؤشرات لتوجهات وتقلبات متوقعة، تخالف حقيقةَ ما يشعرون به. تعاملَ البشر والعلماء معها على أنها شيءٌ لا يمكن توقعه، قادمٌ من عالم آخر، لعنةٌ على العلم، وكأنها نفحة من تعويذةٍ سحريةٍ أُلقيت علينا منذ الأزل. ولكن في الحقيقة، فالمشاعر سببية، ولكل سبب مسبب. تنطبق عليها قوانين الفوضى والعشوائية، كما على كل شيء آخر في هذا العالم. إذ يمكن توقعها بدقة، بل وصوغها في معادلاتٍ رياضية، والتلاعب بها كذلك. وكل ما يلزمه الأمر، أن تمتلك شيئاً يحتوي جميع الأحداث الكونية، عدداً لم نتخيله منها، ابتداءً من رفرفة فراشة، نسمة هواء، درجات الحرارة عبر الكون، كلمة يقولها رجلٌ لولده، رفسةِ حمار، قفزة أرنب، وانتهاءً بحركة النجوم والكواكب، والانفجارات الكونية، وما بعدها، وقادراً على التعامل معها، ومع احتماليات تراتبية حدوثها. عندها تصبح جميع الأحداث بالنسبة لك، مجرد ماضٍ انقضى، وانتهى، ووقوعها حتمية لا مفر منها، ما لم تتدخل لتغييرها، والتلاعب بها، ولكن أولاً، عليك معرفة ما سوف يغدو عليه الشكل الجديد لها، والأهم، أن تعلم مكان وقوة التغيير اللازم، لإحداث التغيير المطلوب، حتى يتم إعادة ضبط المشهد، وإعادة ترتيب وقوع الأحداث، والنتائج الواقعة على تغيير تراتبية تقاطعها. فإذا قمتَ بقتل فراشة، فإنها لن ترفرف بجناحيها في الساعة القادمة، وما قد يترتب على هذا التغيير الذي لا يذكر، قد يكون انتهاء البشرية كلها، أو وقوع مجزرةٍ مروعة، يُقتل بها ملايين البشر بلا ذنب، إلا أنهم، متدينون، أو مزارعون، أو أصحاب الأنوف الأطول، تماماً كالهوليكوست. وهو على موعدٍ مع الجواب، ففي المقر ألفا لديهم ما يثبت هذا. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes لون التفاحة الأصلي December 6, 2022December 8, 2022 أوزجان: إذا هو اللاشيء، تخيل أننا نعيش في عالمٍ من مادة، لا لون لها ولا… Read More
Arabic Random Quotes سؤال تعارف تقليدي December 6, 2022December 8, 2022 -ما الذي تتمناه من هذه الدنيا؟ -أن يكون لدي خزانةُ ملابس في أول لقاءٍ له… Read More
Arabic Random Quotes إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري December 6, 2022December 8, 2022 كالراعي والأغنام، مبدأها بسيط، إعادة التوجيه نحو المسار الإجباري، وبالحديث عن أوزجان، فهو أكثر من… Read More