December 6, 2022December 8, 2022 فوضى عينيها جالساً مع كريستين، يفكر في فوضى عينيها، وفوضى مشاعره، يخطط لاستدراجها لإجازةٍ غرامية في نهاية الأسبوع، وتمنى بمنطق فيزيائي فوضوي “ليتني أتمكن من إحصاء عدد الأسباب واحتمالات ترتيب حدوثها تلك التي تؤثر على مشاعرك تجاهي والتي ستحدد نوع الجواب الذي سأتلقاه إن دعوتك للخروج في موعد”. ماذا؟ ما هذا الذي قلته تواً يا روبرت! صوت في داخله. -تتوقع المشاعر من خلال معرفة الأسباب واحتماليات ترتيب حدوثها؟ هل هذا ممكن؟ هل يمكننا التعامل مع المشاعر البشرية كأنها الطقس؟ هل يوجد مجسات لقياسِ مشاعرنا عبر نقاطٍ زمنية مختلفة في تاريخنا يمكن من خلالها توقع تصرفاتنا المستقبلية، وما يترتب عليها من أثرٍ علينا وعلى الآخرين؟ هل يوجد جهاز حاسوب بقدرات هائلة يمكنه جمعها، تحليلها، توقعها؟ هل مشاعرنا البشرية تدخل ضمن نطاق هذه العشوائية؟ لقد رفض الفيزيائيون طوال تاريخهم فكرة العلاقة بين المشاعر البشرية والعالم المحيط. فالمشاعر أمرٌ غير مفهوم، لا يمكن توقعه، وما لا يمكن توقعه فلا يمكن قياسه، وما لا يمكن قياسه فلا يمكن صوغه في معادلات، وما لا يمكن صوغه في معادلات فتباً له تباً، ارفضوه، ارموه، اطرحوه بعيداً، ليس من هذا العالم. هذه الأفكار كانت تلاقي استحسان علماء الفيزياء قديماً، قبل أن نعلم أنه بمقدورنا السيطرة نوعاً ما على أثر العشوائية من خلال علوم التحكم، وتوقعها من خلال جمع كمٍ هائل من البيانات عبر مجسات خاصة وتحليلها. ما الذي يؤثر على موعد وصول طائرة؟ سرعة الرياح واتجاهها؟ لدينا المحركات، تعوض هذا الاضطراب الغير مرغوب به. ضربة برق قد تدمرها؟ لدينا موانع الصواعق تسيطر على هذا الاضطراب وتحيد خطره. نفاذ الوقود؟ لدينا مؤشرات عداد الوقود. تعطل المحركات؟ لدينا حلول بديلة للهبوط الطارئ. كلها تندرج تحت بند علوم التحكم. ولكن ماذا عن اللبنة الأساسية في مجسم الطائرة أثناء رحلتها؟ البشر أنفسهم! راكب أحس بدوارٍ حادٍ فجأة، مرض، فقرر الطيار تغيير وجهته إلى أقرب مطار؟ آخر غاضب أثار حالة من الصخب، فتسبب بإلغاء الرحلة؟ إن مشاعرنا جزء من هذا العالم، تؤثر وتتأثر به، تتفاعل معه، وبما أنه بمقدورنا توقع الفوضى فيه إن امتلكنا الأدوات اللازمة للجمع والقياس والتحليل، وبما أنه بمقدورنا تحييد أثرها الضار من خلال علوم التحكم، فإن بإمكاننا لا محالة فعل ذات الشيء مع المشاعر البشرية كما نفعله مع الطقس وكل شيءٍ آخر تمكنا من توقعه وتحييد أثره اللامرغوب، ولكن هل سنحصل على النتائج المرجوة؟ لا أحد يعلم… -ليس اليوم، ليس اليوم يا روبرت، حدّث نفسه. إن لم تتمكن من فعلها اليوم فلن تتمكن من فعلها طوال عمرك، جُل ما عليك فعله الآن هو طلب الخروج معها ببساطة، دع فوضى مشاعرها تأخذك أينما أرادت. بلا وعي، على وشك عرض الطلب، حين رن هاتفه، المتصل أمه والوجهة تل أبيب. واقفاً بجوار الشيخ رسلان على باب البناء، فتنه هذا الجدار، لقد عمل الكون عمله في بعضِ أجزاءِ طلائه حتى نقطة الإنتروبي، فتتها، فرسم فيه لوحة فنية غايةً في الجمال، بتوقيع أعظم قوانينه، العشوائية. لو أن “فان كوخ” هنا، لما رسم أروع منها. طرق الشيخ رسلان الباب، سمعوا صوت قرعِ أقدامٍ خلفه، فتح أحدهم نافذةً صغيرةً منه، ما أن شاهد الشيخ حتى أغلقها فوراً، ثم دوي جلجلة وسط سكون الزقاق، أقفالٌ حديدةٌ تفتح. هنا حجز روبرت مقعداً في الصف الأول لليلة واحدة مع اللامنطق، اللاوعي، اللامعقول. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes في المساء، لعق الخمر عن جسدها June 17, 2023June 17, 2023 في صباح اليوم انتهت جلسته النفسية، آخر مرحلة من سلسلة اختبارات القبول في المقر ألفا.وغداً… Read More
Arabic Random Quotes بحث عنه البشر عبر آلاف السنين June 20, 2023June 20, 2023 بحث عنه البشر عبر آلاف السنين من تاريخهم، وقد أجابوا عليه كلَ مرة، على الرغم… Read More
Arabic Random Quotes هل قرأت عن قانون الجذب من قبل؟ December 6, 2022December 8, 2022 هل قرأت عن قانون الجذب من قبل؟ يقول المؤمنون به، أن الإنسان لديه ما يشبه… Read More