December 10, 2022December 10, 2022 مفتاح التطور لم يكن صعباً على فيزيائيةٍ بذكائها أن تفهم ما خلف نظراته لها، يتفحصني كلما جلسنا، ينظر إلى أدق تفاصيلي كلما أشحت بنظري عنه، شفتاي، رقبتي، كتفي، نظرات ملؤها الشغف والرغبة، هي خجولة ولكنها أنثى، لن تفشل في الإحساس برغبات رجل نحوها، وهذه أحد أهم نقاط قوتها التي ورثتها عن أسلافها نساءُ العصرِ الحجري. تشيح بنظرها عنه، ولكنها ما زالت تراه، فالمرأة ترى محيطها بنظرة شاملة أوسع مما يراه الرجل، تلتقط مستشعراتها المخاطر، المشاعر، الرغبات المكبوتة، أضعاف ما يمكنه ذلك. يكفي أن تقف أمام خزانة الملابس ودون أن تحرك رأسها أو عيناها، ترى جميع محتوياتها، تجد ضالتها في ثانية، في حين على الرجل أن يحرك عيناه ورأسه وربما معظم أعضائه بالإضافة لجميع حواسه ليتمكن من إيجاد ما يبحث عنه، وفي الغالب يفشل في ذلك. هكذا طور عقلنا هذه القدرات الجسدية، عبر آلاف السنين، كلما دعت الحاجة، فحاجة الرجل كانت التركيز على سهمه وفريسته، فتطورت رؤيته الأمامية، صار أكثر تركيزاً، في حين أن حاجة المرأة هي حماية المسكن والأطفال من المخاطر، فتطورت نظرتها الشاملة لترى محيطها بشكل أوسع من الرجل. هكذا برمج عقلنا نفسه، وعلى هذا النهج طور قدراتنا. ما ليس له حاجةً به يتركه أو يهمله حتى يذبل ويموت، وما يتهيأ له أنه بحاجته، يبقيه، يعززه، ويقويه. الضرورة، هي كلمة السر ومفتاح التطور. حتى الرياضيون يدركون هذا جيداً، ففي صالاتِ بناء الأجسام يرفعون الأوزان تدريجياً، لإجبار عقولهم على تغذية وبناء العضلات، وطالما أنهم ما زالوا يتألمون في رفع وزن ما، فإن عقولهم تدرك أنهم بحاجة للمزيد من القوة العضلية، ليتمكنوا من التعامل مع هذا الوزن بلا خطر، فيبدأ العقل بتدعيم العضلات بالبروتين، بالتالي تقويتها وزيادة حجمها، بل إن لم يجد البروتين الكافي في النظام الغذائي، قام بتخليقه. وكلما أصبحت العضلات أقوى، وأصبح حمل الوزن على المتدرب أكثر سهولةً، قام بزيادته، ليبدأ العقل بتقوية العضلات أكثر للتعامل مع الوزن الجديد. وإذا توقف عن زيادة الأوزان، تجمدت العضلة عند القوة والحجم الكافي لحمل الوزن الحالي. مبدأ الإهمال والاستعمال، ما له حاجةً يبقى، وما ليس له حاجةً يفنى. ولكن حاجةَ موسى مؤخراً أثناء ذهابه لصالة بناء الأجسام لا تكمن في تحفيز العقل على تلبية الحاجات العضلية. بل أسبابه كانت أكثر عمقاً وخطورةً وجنوناً…. وحاجة من منا!… العقل لا يضخم العضلات إلا تحت ضغط التهديد بالإصابة، كلمة أرجوك هنا لا محل لها من الإعراب. لمَ هو خائف على عضلاتي هكذا! لمَ لا يريدها أن تتعرض للإصابة؟ إن كان الأمر يتعلق بي أنا، فلطالما كانت رغبتي هي البقاء عليها مشدودة بمظهرٍ أنيق. لمَ لا يحقق رغباتي هكذا ببساطة! لمَ لا يغذي العضلة بالبروتين اللازم، يحرق الدهون دون أن أبذل مجهوداً؟ ولكنه لا يفعلها إلا تحت التهديد، فالأمر لا علاقة له بي، هو أمر بينه وبين العضلات، إنه لا يبالي برغباتي، بل بحاجة الجسد. فهذه العضلات لطالما كانت دوماً وسيلته للدفاع عن نفسه، والعمل الذي يأتي له بقوت يومه. من المعروف أن عقلك يتعمد تخزين الدهون، ليس كرهاً بك، ولا رغبةً منه بطرد المعجبات من حولك، بل لسببٍ لوجستي يتعلق بحياته، فالدهون تحمي الأعضاء الحيوية، تحيط بها وتحتضنها، ولأمرٍ آخر، ففي حال انقطاع الغداء لأي سبب، فهذه الدهون تكون رصيده البنكي الذي سوف يبدأ باستهلاكه تدريجياً لتشغيل وظائف الجسد. رغم أن الغذاء متوفر، لكنه يفضل أن يشعر بالأمان على مستقبل هذا الجسد في أسوأ الظروف. أما رغباتك الخاصة، مخططاتك لقضاء إجازة ساحلية في الصيف؟ أحلامك بعضلاتِ بطنٍ مشدودة؟ معجباتٍ فاتنات يتراقصن حولك؟ فتباً لك ولرغباتك. فلسفته بدأت تتطور، التهديد هو مفتاح الحل، وكأنني شيءٌ ما دخيل بينه وبين جسده. كيف يمكنني إقناع عقلي بتضخيم العضلات بغير تعريضها لخطر الإصابة؟ مركز القيادة العام، دعك من العضلات، هدد الزعيم. من رواية اللحظة صفر – اقرأ الرواية من هنا Share this… Copy Facebook Messenger Twitter Pinterest Linkedin Whatsapp Telegram 1Artboard 1 copy 2 Snapchat Skype Print Arabic Random Quotes
Arabic Random Quotes لون التفاحة الأصلي December 6, 2022December 8, 2022 أوزجان: إذا هو اللاشيء، تخيل أننا نعيش في عالمٍ من مادة، لا لون لها ولا… Read More
Arabic Random Quotes هل فكرت بالحتمية من قبل؟ December 6, 2022December 11, 2022 هل فكرت بالحتمية من قبل؟ أكمل ولم ينتظر سماع الجواب: فيما مضى كان البشر يعتقدون… Read More
Arabic Random Quotes التصنيف ثم الاختزال December 6, 2022December 8, 2022 التصنيف ثم الاختزال، سلاح العقل الأقوى ضد الضمير، فإن أراد أن يريح ضميرك لقتل الأبرياء،… Read More